يقصدالباحث بالانسجام مع الكون- في هذا البحث- الاتفاق والتوافق والاتساق والوئام والتآلف المادي والمعنوي، الجسدي والروحي الذي ينبغي أن يكون حاصلًا بين الإنسان والكون الذي يعيش فيه بكل مظاهره، مع أخذ حركة الزمن في الاعتبار، ويترتب على هذا الانسجام سلوك عملي ومواقف معينة، وتنشأ عنه مشاعر وأحاسيس بين الإنسان والكون الذي يعيش فيه؛ وذلك أن الإنسان يتأثر بالكون ويؤثر فيه سلبًا وإيجابًا خيرًا وشرًا. ويمكن القول إن القاعدة في الانسجام مع الكون هي أن تكون علاقة الإنسان به وتعامله معه – بكل مظاهره - من خلال ربطه بخالقه الذي كوَّنه وأبدع صنعه، فلا يصرِفه المخلوقُ(الكون) عن الخالق ولا تَحجُبُه النعمةُ عن المُنعم سبحانه، فيصبح بهذا الفهم والوعي كلما نظر في الكون وتفكَّر فيه سبح الخالق، وكلما شاهد النعمة شكر المنعم.
ومن هذا المدخل يستعرض الباحث من آيات القرآن الكريم طرائق وآليات الانسجام مع الكون ويبين الفروق الدقيقة بينها وبين التدبر والاستخلاف والعمران، وهذا ما يخرج به القارئ من قراءة هذه الورقة وسماع حلقة اليوتيوب المرفقة في الرابط. الانسجام مع الكون في ضوء آيات القرآن الكريم